كتاب تفسير البحر المحيط - العلمية (اسم الجزء: 7)

" صفحة رقم 126 "
( سقط : الآية كاملة )
تقدم الكلام على قوله : ) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ ( : وكرر هنا على جهة الإبلاغ والتأكيد . ) وَنَزَعْنَا ( : أي ميزنا وأخرجنا بسرعة من كل أمة من الأمم . ) شَهِيداً ( : وهو نبي تلك الأمة ، لأنه هو الشهيد عليها ، كما قال : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد ، وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ؟ وقيل : عدولاً وخياراً . والشهيد على هذا اسم الجنس ، والشهيد يشهد على تلك الأمّة بما صدر منها ، وما أجابت به لما دعيت إلى التوحيد ، وأنه قد بلغهم رسالة ربهم . ) فَقُلْنَا ( : أي للملأ ، ( هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ ( : أي حجتكم فيما كنتم عليه في الدنيا من الكفر ومخالفة هذا الشهيد ، ( فَعَلِمُواْ أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ ( ، لا لأصنامهم وما عبدوا من دون الله . ) وَضَلَّ عَنْهُم ( : أي وغاب عنهم غيبة الشيء الضائع ، ( مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ( من الكذب والباطل .
وقارون أعجمي : منع الصرف للعجمة والعلمية . وقيل : ومعنى كان من قومه : أي ممن آمن به . قال ابن عطية : وهو إسرائيلي بإجماع . انتهى . واختلف في قرابته من موسى عليه السلام ، إختلافاً مضطرباً متكاذباً ، وأولاها : ما قاله ابن عباس أنه ابن عمه ، وهو قارون ابن يصهر بن قاهث ، جد موسى ، لأن النسابين ذكروا نسبة كذلك ، وكان يسمى المنور لحسن صورته ، وكان أحفظ بني إسرائيل للتوراة وأقرأهم ، فنافق كما نافق السامري . ) فَبَغَى عَلَيْهِمْ ( : ذكروا من أنواع بغيه الكفر والكبر ، وحسده لموسى على النبوة ، ولهارون على الذبح والقربان ، وظلمه لبني إسرائيل حين ملكه فرعون عليهم ، ودسه بغياً تكذب على موسى أنه تعرض لها ، وتفضحه بذلك في ملأ من بني إسرائيل ، ومن تكبره أن زاد في ثيابه شبراً . ) إِنَّ قَارُونَ كَانَ ( ، قيل : أظفره الله بكنز من كنوز يوسف عليه السلام . وقيل : سميت أمواله كنوزاً ، إذ كان ممتنعاً من أداء الزكاة ، وبسبب ذلك عادى موسى عليه السلام أول عداوته . وما موصوله ، صلتها إن ومعمولاها . وقال النحاس : سمعت علي بن سليمان ، يعني الأخفش الصغير ، يقول : ما أقبح ما يقوله الكوفيون في الصلات ، أنه لا يجوز أن تكون صلة الذي إن وما عملت فيه ، وفي القرآن : ) مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ ). انتهى . وتقدم الكلام في مفاتح في سورة الأنعام ، وقالوا هنا : مقاليد خزائنه . وقال السدي : هي الخزائن نفسها . وقال الضحاك : ظروفه وأوعيته . وقرأ الأعمش : مفاتيحه ، بياء ، جمع مفتاح ، وذكروا من كثرة مفاتحه ما هو كذب ، أو يقارب الكذب ، فلم أكتبه . قال أبو زيد : نؤت بالعمل إذا نهضت به . قال الشاعر : إذا وجدنا خلفاً بئس الخلف
عبداً إذا ما ناء بالحمل وقف
ويقول : ناء ينوء ، إذا نهض بثقل . قال الشاعر :

الصفحة 126