كتاب تفسير البحر المحيط - العلمية (اسم الجزء: 7)

" صفحة رقم 130 "
في تسعين ألفاً عليهم المعصفرات ، وهو أول يوم رؤي فيه المعصفر . وقيل غير ذلك من الكيفيات .
( قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا ( قيل : كانوا مؤمنين . وقال قتادة : تمنوه ليتقربوا به إلى الله . وقيل : رغبة في اليسارة والثروة . وقيل : كانوا كفارة ، وتمنوا ) مِثْلَ مَا أُوتِىَ قَارُونُ ( ، ولم يذكروا زوال نعمته ، وهذا من الغبطة . ) إِنَّهُ لَذُو حَظّ عَظِيمٍ ( : أي درجة عظيمة ، قاله الضحاك . وقيل : نصيب كثير من الدنيا والحظ البخت والسعد ، يقال : فلان ذو حظ وحظيظ ومحظوظ . ) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ ( ، منهم : يوشع ، والعلم : معرفة الثواب والعقاب ، أو التوكل ، أو الإخبار ، أقوال . ) وَيْلَكُمْ ( : دعاء بالشر . ) ثَوَابُ اللَّهِ ( : وهو ما أعده في الآخرة للمؤمن ) خَيْرٌ ( مما أوتي قارون . ) وَلاَ يُلَقَّاهَا ( : أي هذه الحكمة ، وهي معرفة ثواب الله ، وقيل : الجنة ونعيمها . وقيل : هذه المقالة ، وهي قولهم : ) ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لّمَنْ ءامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ( ، وبخهم بها . ) إِلاَّ الصَّابِرُونَ ( على الطاعات وعلى قمع أنفسهم عن الشهوات .
تقدم طرف من خبر قارون وحسده لموسى . ومن حسده أنه جعل لبغي جعلاً ، على أن ترمي موسى بطلبها وبزنائها ، وأنها تابت إلى الله ، وأقرت أن قارون هو الذي جعل لها جعلاً على رمي موسى بذلك ، فأمر الله الأرض أن يطيعه ، فقال : يا أرض خذيه وأتباعه ، فخسف بهم في حكاية طويلة ، الله أعلم بها . ولما خسف بقارون ومن معه ، فقال بنو إسرائيل : إنما دعا موسى على قارون ليستبد بداره وكنوزه ، فدعا الله حتى خسف بداره وأمواله . ومن زائدة ، أي من جماعة تفيد استغراق الفئات . وإذا انتفت الجملة ، ولم يقدر على نصره ، فانتفاء الواحد عن نصرته أبلغ . ) وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ ( : أي لم يكن في نفسه ممن يمتنع من عذاب الله .
( وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِالاْمْسِ ( : بدل ، وأصبح ، إذا حمل على ظاهره ، أن الخسف به وبداره كان ليلاً ، وهو أفظع العذاب ، إذ الليل مقر الراحة والسكون ، والأمس يحتمل أن يراد به الزمان الماضي ، ويحتمل أن يراد به ما قبل يوم الخسف ، وهو يوم التمني ، ويدل عليه العطف بالفاء التي تقتضي التعقيب في قوله : ) فَخَسَفْنَا ( ، فيكون فيه اعتقاب العذاب خروجه في زينته ، وفي ذلك تعجيل العذاب . ومكانه : منزلته في الدنيا من الثروة والحشم والأتباع . و : وي ، عند الخليل وسيبويه : اسم فعل مثل : صه ومه ، ومعناها : أعجب . قال الخليل : وذلك أن القوم ندموا فقالوا : متندمين على ما سلف منهم : وي ، وكل من ندم فأظهر ندامته قال : وي . وكأن : هي كاف التشبيه الداخلة على أن ، وكتبت متصلة بكاف التشبيه لكثرة الاستعمال ، وأنشد سيبويه : وي كأن من يكن له نشب بح
سبب ومن يفتقر يعش عيش ضر
والبيت لزيد بن عمرو بن نفيل . وحكى الفراء أن امرأة قالت لزوجها : أين ابنك ؟ فقال : ويكأنه وراء البيت ، وعلى هذا المذهب يكون الوقف على وي . وقال الأخفش : هي ويك ، وينبغي أن تكون الكاف حرف خطاب ، ولا موضع له من الإعراب ، والوقف عليه ويك ، ومنه قول عنترة : ولقد شفا نفسي وأبرأ سقمها
قيل الفوارس ويك عنتر اقدم
قال الأخفش : وأن عنده مفتوح بتقدير العلم ، أي أعلم أن الله ، وقال الشاعر :

الصفحة 130