كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

{مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} إبل خاصة، و (مِنْ) زائدة، المعنى: لم تقاسوا مشقة على أخذ أموال اليهود، فلذلك اختص به - صلى الله عليه وسلم -.
{وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ} إهلاكَه وأخذَ ماله.
{وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} يفعل ما يريد، فجعل أموال بني النضير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة، يضعها حيث يشاء، فقسمها بين المهاجرين، ولم يعط الأنصار منها شيئًا إلا ثلاثة نفر كانت بهم حاجة، وهم أبو دجانة سماكُ بنُ خرشة، وسهل بن حنيف، والحارث بن الصمة (¬1).
...
{مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)}.

[7] ثم بين ما يصنع - صلى الله عليه وسلم - بالفيء، فقال:
{مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ} أموال الكفار.
{أَهْلِ الْقُرَى} وهي قريظةُ والنضير، وفدك، وخيبر، وقرى عرينة.
{فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (الْقُرَى) و (الْقُرْبَى) و (الْيَتَامَى) بالإمالة، وافقهم أبو عمرو في (الْقُرَى) و (الْقُرْبَى)، واختلف عن ورش، وقرأ الباقون:
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير الثعلبي" (9/ 272)، و "تفسير البغوي" (4/ 316)، و "زاد المسير" لابن الجوزي (8/ 209).

الصفحة 10