كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

نبي قط (¬1)، وخيانتهما أن كانت امرأة نوح تقول: إنه مجنون، وامرأة لوط تدل على أضيافه.
{فَلَمْ يُغْنِيَا} أي: زوجاهما {عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ} أي: من عذابه.
{شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} الكافرين من أمة نوح ولوط، قطع الله بهذه الآية طمع من يركب المعصية أن ينفعه صلاحُ غيره.
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.

[11] ثم أخبر أن معصية غيره لا تضره إذا كان مطيعًا، فقال: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} واسمها آسية بنت مزاحم.
{إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} قريبًا من رحمتك، وذلك أنها آمنت، فعلم فرعون، فأوتد يدها ورجليها بأربعة أوتاد، وألقى على صدرها رحى عظيمة (¬2)، واستقبل بها الشمس، فقالت: {رَبِّ ابنِ لِى عِندَكَ بها فِى الجَنَّةِ}، فكشف لها فرأت بيتها، فسهل الله عليها تعذيبها (¬3)، وفي معنى
¬__________
(¬1) جاء من قول ابن عباس وغير واحد من السلف، كما ذكر ابن كثير في "تفسيره" (2/ 449).
(¬2) "عظيمة" زيادة من "ت".
(¬3) رواه أبو يعلى في "مسنده" (6431)، عن أبي هريرة رضي الله عنه من قوله. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 218): رجاله رجال الصحيح.

الصفحة 103