كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)
كثير: {تَكَاد تَّمَيَّزُ} بتشديد التاء على أنها تتميز، وأدغم إحدى التاءين في الأخرى، وقرأ أبو عمرو: بإدغام الدال في التاء (¬1).
{كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ} طائفةٌ {سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا} توبيخًا لهم:
{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} رسول يخوفكم هذا العذاب.
{قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9)}.
[9] {قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا} الرسل {وَقُلْنَا} لهم:
{مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} وفرطنا في التكذيب حتى نفينا (¬2) الإنزال والإرسال.
{إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ} أي: وبالغنا في نسبتهم إلى الضلال، ويحتمل أن يكون من قول الملائكة للكفار حين أخبروا عن أنفسهم أنهم كذبوا الرسل.
{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)}.
[10] {وَقَالُوا} يعني: الكفارُ للخزنة في محاورتهم: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ} سماعَ من يعي الحقَّ {أَوْ نَعْقِلُ} عقلًا يُنتفع به، ونعي شيئًا، لآمَنَّا، و {مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} المستوجبين الخلودَ فيه.
¬__________
(¬1) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 371)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 420)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 186).
(¬2) في "ش": "نسينا"، والمثبت من "ت".
الصفحة 111