كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

{فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)}.

[11] {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ} حيث لا ينفع الاعتراف {فَسُحْقًا} نصب على جهة الدعاء عليهم {لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ} أي: أبعدَهم الله بعدًا عن رحمته.
قرأ الكسائي، وأبو جعفر بحلاف عن الثاني: (فَسُحُقًا) بضم الحاء، والباقون: بإسكانها، وهما لغتان مثل: الرعْب والرعُب (¬1).
{إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)}.

[12] {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ} أي: إذا غابوا عن الناس في خلواتهم.
{لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} الجنة.
{وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13)}.

[13] ولما كان المشركون ينالون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيخبره جبريل بما قالوا، قال بعضهم لبعض: أسروا قولكم كيلا يسمع إله محمد، فنزل: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (¬2) بالضمائر دون أن ينطق، فكيف إذا نطق به سرًّا أو جهرًا؟
¬__________
(¬1) انظر: "التيسير" للداني (ص: 212)، و"تفسير البغوي" (4/ 437)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 217)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 187).
(¬2) انظر: "تفسير البغوي" (4/ 437)، و"تفسير القرطبي" (18/ 214).

الصفحة 112