كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)
{فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)}.
[27] {فَلَمَّا رَأَوْهُ} هذه حكاية حال تأتي، المعنى: فإذا رأوه.
{زُلْفَةً} قريبًا منهم، يعني: عذاب الآخرة.
{سِيئَتْ} قَبُحت واسودَّت (¬1) {وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} وبانَ عليها الكآبةُ.
{وَقِيلَ} أي: قال الخزنة لهم: {هَذَا} العذابُ.
{الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ} أي: كنتم بسببه تَدَّعون؛ أي: تتمنون أن يُعجل لكم؛ لاعتقادكم أنكم لا تبعثون. قرأ الكسائي، وهشام عن ابن عامر، ورويس عن يعقوب: (سِيَئْت) (وَقِيلَ) بإشمام السين والقاف الضم، وافقهم نافع، وأبو جعفر، وابن ذكوان عن ابن عامر في (سِيئَتْ)، وقرأ الباقون: بإخلاص الكسر فيهما (¬2)، وقرأ يعقوب: (تَدْعُونَ) بإسكان الدال مخففة، والباقون: بفتحها مشددة، ومعناهما واحد (¬3).
¬__________
(¬1) "واسودت" زيادة من "ت".
(¬2) انظر: "التيسير" للداني (ص: 125)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 208)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 190 - 191).
(¬3) انظر: "تفسير البغوي" (4/ 439)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 389)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 191).
الصفحة 118