فيدخله من الاختلاف ما يدخل في أوائل السور، ويختص هذا الموضع من الأقوال بأن قال ابن عباس، ومجاهد، ومقاتل، والسدي، والكلبي: إنه الحوت الأعظم الذي تحت الأرضين السبع، واسمه يهموت (¬1).
{وَالْقَلَمِ} الذي كتب به اللوح المحفوظ {وَمَا يَسْطُرُونَ} أي: ما يكتبون: الملائكةُ الحفظةُ من أعمال بني آدم.
...
{مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)}.
[2] وهو قسم جوابه: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} بإنعامه عليك بالنبوة {بِمَجْنُونٍ} وهو جواب لقولهم: {وَقَالُوا يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} [الحجر: 6]، فأقسم الله بالنون والقلم، وما يكتب به الأعمال إنه ليس مجنونًا، وقد أنعم عليه بالنبوة والحكمة.
...
{وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3)}.
[4] {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وسمي خلقه - صلى الله عليه وسلم - عظيمًا؛ لامتثاله
¬__________
(¬1) ذكره البغوي في "تفسيره" (4/ 441)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (5/ 345). وقال أبو حيان في "البحر المحيط" (8/ 301) بعد ذكره لهذه الأقوال: لا يصح شيء من ذلك، انتهى.