كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)}.

[36] {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} هذا الحكمَ الفاسدَ، التفات فيه تعجيبٌ من حكمهم، واستبعادٌ له.
...
{أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37)}.

[37] {أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ} منزلٌ من السماء {فِيهِ تَدْرُسُونَ} تقرؤون.
...
{إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38)}.

[38] {إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ} أي: إن لكم ما تختارونه وتشتهونه. قرأ البزي: (لَمَا تَّخَيَّرُونَ) بالمد وتشديد التاء، والباقون: بالتخفيف بغير مد (¬1).
...
{أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39)}.

[39] {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ} نعت (أَيْمَانٌ)؛ أي: ثابتة علينا.
{إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} لا نخرج من عهدتها إلى يومئذ، ولما تضمن {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا} معنى القسم، أجابه بقوله: {إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ} أي: لأقسمنا لكم أيمانًا موثقة بما تحكمون به لأنفسكم، فيجب علينا الوفاء بها.
¬__________
(¬1) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص:421)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 199).

الصفحة 133