كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

كيدًا واستدراجًا؛ لأنه في صورتهما؛ لأنه سبب هلاكهم، وفي معنى الاستدراج قولُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يُمهل الظالمَ، حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْه" (¬1)، والمتين: القوي الذي له متانة.
...
{أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46)}.

[46] {أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا} على تبليغ الرسالة {فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ} يعطونكه {مُثْقَلُونَ} فلا يؤمنون لذلك، والمراد: توبيخ الكفار؛ لأنه لو سألهم أجرًا فأثقلهم غرمُ ذلك، لكان لهم بعض العذر في إعراضهم وفرارهم.
...
{أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47)}.

[47] {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ} اللوح {فَهُمْ يَكْتُبُونَ} منه ما يقولون وبه يحكمون.
...
{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48)}.

[48] ثم أمر الله تعالى نبيه بالصبر لحكمه، وأن يمضي لما أُمر به من التبليغ، واحتمال الأذى والمشقة، ونُهي عن الضجر والعجلة التي وقع فيها
¬__________
(¬1) رواه البخاري (4409)، كتاب: التفسير، باب قوله: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ}، ومسلم (2583)، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: تحريم الظلم، من حديث أبي موسى رضي الله عنه.

الصفحة 136