كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

إيمانهم بالقلة هو الإيمان اللغوي؛ لأنهم قد صدقوا بأشياء يسيرة لا تغني عنهم شيئًا؛ إذ كانوا يصدقون أن الخير والصلة والعفاف الذي كان يأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو حق صواب.
...
{وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42)}.

[42] {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ} كما تزعمون أخرى.
{قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} والقلة هنا بمعنى العدم. قرأ ابن كثير، ويعقوب، وابن عامر بخلاف عن راويه ابن ذكوان: (يُؤْمِنُونَ) (يَذْكُرُونَ) بالغيب فيهما، وقرأهما الباقون: بالخطاب، ومنهم حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف على أصله في تخفيف الذال من (تَذَكَّرُونَ)، ورجح أبو عمرو القراءة بالخطاب بقوله: (فَمَا مِنْكُمْ) (¬1).
...
{تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43)}.

[43] {تَنْزِيلٌ} رفع بالابتداء؛ أي: هو تنزيل.
{مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} نزَّله على لسان جبريل عليه السلام.
¬__________
(¬1) انظر: "التيسير" للداني (ص: 214)، و"تفسير البغوي" (4/ 465)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 390)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 214).

الصفحة 151