كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

{لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)}.

[2] فقال الله مجيبًا له: {لِلْكَافِرِينَ} وذلك أن أهل مكة لما خوفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعذاب، قال بعضهم لبعض: مَنْ أهلُ هذا العذاب، ولمن هو؟ سلوا عنه محمدًا، فسألوه، فأنزل الله الآية: {لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ} (¬1) يردُّه.
...
{مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)}.

[3] {مِنَ اللَّهِ} لتعلُّق إرادته به.
{ذِي الْمَعَارِجِ} أي: مصاعد الملائكة، جمع مَعْرَج.
...
{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}.

[4] {تَعْرُجُ} أي: تصعد {الْمَلَائِكَةُ} الحفَظَة بأعمال بني آدم كل يوم. قرأ الكسائي: (يَعْرُجُ) بالياء على التذكير إرادة الجمع، والباقون: بالتاء على التأنيث إرادة الجماعة (¬2)، وقرأ أبو عمرو: (ذِي الْمَعَارِج تَّعْرُجُ) بإدغام الجيم في التاء (¬3).
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" (4/ 467).
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 650)، و"التيسير" للداني (ص: 214)، و"تفسير البغوي" (4/ 468)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 220).
(¬3) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 373)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 220).

الصفحة 155