كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

{نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16)}.

[16] {نَزَّاعَةً} قرأ حفص عن عاصم: (نَزَّاعَةً) نصب على الحال من (لَظَى)؛ لما فيها من معنى التلظِّي؛ كأنه قال: إنها النار التي تتلظى نزاعةً، فهي حال مؤكدة، وقرأ الباقون: بالرفع خبر مبتدأ محذوف (¬1)؛ أي: هي نزاعة {لِلشَّوَى} جمع شواة، وهي جلدة الرأس وما ليست مقتلًا كالأطراف، تلخيصه: تقتلع النار منهم كل عضو غير مقتل، ثم يعود هكذا أبدًا.
...
{تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17)}.

[17] {تَدْعُو} قال ابن عباس: "تدعوهم بأسمائهم ثم تلتقطهم كالتقاط الطير (¬2) الحبَّ" (¬3)، وقيل: معناه: تعذب.
{مَنْ أَدْبَرَ} عن الإيمان {وَتَوَلَّى} عن الحق.
...
{وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}.

[18] {وَجَمَعَ} المال {فَأَوْعَى} جعله في وعاء، ولم يؤدِّ حقَّ الله منه.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 651)، و"التيسير" للداني (ص: 214)، و"تفسير البغوي" (4/ 470)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 222).
(¬2) "الطير" سقط من "ت".
(¬3) انظر: "تفسير البغوي" (4/ 470)، و"تفسير القرطبي" (18/ 289).

الصفحة 159