كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

سورة الحديد {وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} متفرقة {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ} ما فيه صلاحُهم.
{كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15)}.

[15] فمثلُ بني النضير {كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا} يعني: مشركي مكة.
{ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ} سوءَ عاقبة كفرهم، وهو القتل ببدر، وكانت غزوة بدر [في رمضان من السنة الثانية من الهجرة قبل غزوة] (¬1) بني النضير، والتقدير: ذاقوا وبال أمرهم قريبًا من عصيانهم، و (قَرِيبًا) ظرف، أو نعت لظرف {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} في الآخرة.
{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16)}.

[16] ومثل المنافقين وإغوائهم اليهود بقولهم: {إِنّا مَعَكم}
{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ} إبليس {إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ} فكفر.
{فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} تبرأ منه (¬2) مخافةَ أن يشاركه في العذاب، ولم ينفعه ذلك.
وحكي أن هذا في شيطان مخصوص مع عابد من العباد مخصوص اسمه
¬__________
(¬1) ما بين معكوفتين سقط من "ت".
(¬2) في "ت": "عنه".

الصفحة 17