كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

{يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)}.

[4] {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} (مِنْ) زائدة؛ أي: يغفر ذنوبكم.
{وَيُؤَخِّرْكُمْ} معافَيْنَ {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} هو وقت موتكم بلا إهلاك.
{إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ} بتعذيبكم {إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ} فبادروا في أوقات الإمهال.
قرأ أبو جعفر، وورش عن نافع: (وَيُوَخِّرْكُمْ) (لاَ يُوَخَّرُ) بفتح الواو بغير همز، والباقون: بالهمز.
{لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ذلك، لآمنتم.
...
{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5)}.

[5] فلما أيس من إيمانهم لما أخبر {أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ} [هود: 36]، {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا} أي: دائمًا متصلًا، نصب بـ (دَعَوْتُ).
...
{فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6)}.

[6] {فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا} عن الإيمان، مفعول ثان لـ (دعوتُ). قرأ الكوفيون، ويعقوب: (دُعَائِي) بإسكان الياء، والباقون: بفتحها (¬1).
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 652)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 424)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 230).

الصفحة 170