كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

الآية أن من عرف نفسه ولم ينسها، عرف ربه تعالى، وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: اعرف نفسك تعرف ربك (¬1).
{لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)}.

[20] {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} فيه دليل على أن المسلم لا يُقتل بالكافر، وتقدم الحكم في ذلك، واختلاف الأئمة فيه في سورة البقرة.
{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} بالنعيم المقيم.
{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}.

[21] {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا} متشققًا.
{مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} قرأ ابن كثير: (القُرَانَ) بالنقل، والباقون: بالهمز (¬2)، وهذا تمثيل توبيخًا للإنسان على قسوة قلبه وقلة تخشعه عند تلاوة القرآن.
{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ} المذكورات هنا وجميع القرآن.
{نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} فيؤمنون.
¬__________
(¬1) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (5/ 291)، و"تفسير الثعالبي" (4/ 287).
(¬2) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 414)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 120).

الصفحة 20