كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)}.

[24] {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ} المقدِّرُ لما يوجد {الْبَارِئُ} المنشئ من العدم. قرأ الدوري عن الكسائي: (الْبَارِئُ) بالإمالة (¬1) {الْمُصَوِّرُ} الممثِّل لصورة خلقه بالشكل واللون.
{لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} أي: ذات الحسن في معانيها القائمة بذاته سبحانه، وهذه الأسماء التي حصرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "إن لله تسعةً وتسعين اسمًا، مئةً إلا واحدًا، من أحصاها، دخلَ الجنةَ" (¬2)، وتقدم ذكرها والكلام عليها في سورة الأعراف عند تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الآية: 180].
{يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ينزهه عن النقائص.
{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} قدم تفسيره في أول سورة الحديد.
روي أن اسم الله الأعظم في هذه الآيات من {هُوَ اللَّهُ} إلى آخرها (¬3)، والله أعلم.
¬__________
(¬1) انظر: "الكشف" لمكي (1/ 171)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 414)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 121).
(¬2) تقدم تخريجه.
(¬3) انظر: "تفسير الطبري" (28/ 56).

الصفحة 22