كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

له (¬1)، أو يظهر عليه سبب تشكك أحدًا في أمره حتى تحققت السمتان له - صلى الله عليه وسلم -، ولم ينازع فيهما. قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص عن عاصم: (مِن بَعْدِي) بإسكان الياء، والباقون: بفتحها (¬2)، وكان بين رفع المسيح ومولد النبي - صلى الله عليه وسلم - خمس مئة وخمس وأربعون سنة تقريبًا، وعاش المسيح إلى أن رُفع ثلاثًا وثلاثين سنة، وبين رفعه والهجرة الشريفة خمس مئة وثمان وتسعون سنة، ونزل عليه جبريل -عليه السلام- عشر مرات، وأُمَّتُه النصارى على اختلافهم.
{فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (سَاحِرٌ) بألف بعد السين وكسر الحاء، إشارة إلى عيسى عليه السلام، وقرأ الباقون: بكسر السين وإسكان الحاء من غير ألف، إشارة إلى ما جاء به (¬3).
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)}.

[7] {وَمَنْ أَظْلَمُ} أي: لا أحدَ أظلمُ.
{مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} بنسبة الشريك والولد إليه تعالى.
¬__________
(¬1) "أو يظهر له" ساقطة من "ت".
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 635)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 415)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 138).
(¬3) انظر: "التيسير" للداني (ص: 101)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 415)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 138).

الصفحة 42