كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

{إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} من النفاق.
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3}.

[3] {ذَالِكَ} القولُ الشاهدُ على سوء عملهم {بِأَنَّهُمْ} أي: بسبب أنهم.
{آمَنُوا} باللسان.
{ثُمَّ كَفَرُوا} أي: استمروا على الكفر بقلوبهم {فَطُبِعَ} خُتِم.
{عَلَى قُلُوبِهِمْ} بالكفر. قرأ أبو عمرو، ورويس عن يعقوب: (فَطُبِع عَّلَى) بإدغام العين في العين (¬1).
{فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} لا يفهمون حقيقة الإيمان.

{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4)}.

[4] {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ} أي: المنافقين {تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُم} لجمالها، وكان عبد الله بن أبي جسيمًا فصيحًا.
{وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} فتحسب أنه صدق {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} أشباح بلا أرواح، وأجسام بلا أحلام. قرأ أبو عمرو، والكسائي، وقنبل
¬__________
(¬1) "في العين" زيادة من "ت".

الصفحة 63