كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

عن ابن كثير: (خُشْبٌ) بإسكان الشين، والباقون: بضمها (¬1).
{يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} أي: لا يسمعون صوتًا في العسكر إلا ظنوا أنهم يُرادون بذلك؛ من جبنهم وسوء ظنهم. قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر: (يَحْسَبُونَ) بفتح السين، والباقون: بكسرها (¬2).
{هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} فإنهم يُفشون سرك للكفار، وهو جواب قوله: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} لأن الجواب إما أن يكون بالفاء كما هنا، وإما بالماضي؛ كقوله: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [مريم: 73]، ونظائره كثيرة.
{قَاتَلَهُمُ} أهلكهم {اللَّهُ} دعاء يتضمن الإقصاء والمنابذة وتمني الشر لهم.
{أَنَّى يُؤْفَكُونَ} كيف يُصرفون عن الحق بعد قيام البرهان. قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (أَنَّى) بالإمالة، واختلف عن أبي عمرو، فروي عنه: إمالتها بين بين، وروي عنه: فتحُها، وبه قرأ الباقون (¬3).
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5)}.
¬__________
(¬1) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 368)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 151).
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 636)، و"التيسير" للداني (ص: 211)، و"تفسير البغوي" (4/ 401)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 152).
(¬3) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 416)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 152).

الصفحة 64