{وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} أن أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون؛ لجهلهم بالله.
{يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)}.
[8] {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} هذا قول عبد الله بن أبي ابن سلول، يعني بالأعز (¬1): نفسَه، وبالأذل: رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال أُسيد بن حُضير لما سمعها: "واللهِ يا رسولَ الله تُخرجه إن شئت، هو والله الذليل، وأنت العزيز، ثم قال: يا رسول الله! ارفق به، فو الله لقد جاء الله بك كان قومه لينظمون له الخرز ليتوِّجوه، فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكًا" (¬2).
وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أبي ما كان من أمر أبيه، فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسولَ الله! إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبي؛ لما بلغك عنه، فإن كنت فاعلًا، فمرني به، فأنا أحمل إليك رأسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل نرفق به، ونحسنُ صحبتَه ما بقيَ معنا" (¬3).
وقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فلم يلبث عبد الله بن أبي إلا أيامًا قلائل حتى اشتكى ومات.
¬__________
(¬1) "بالأعز" زيادة من "ت".
(¬2) انظر: "تفسير الطبري" (28/ 116)، و"تفسير البغوي" (4/ 403).
(¬3) انظر: "تفسير الطبري" (28/ 116)، و"تفسير البغوي" (4/ 403).