كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ} الغلبة لمن دونه {وَلِرَسُولِهِ} بإظهار دينه {وَلِلْمُؤْمِنِينَ} بنصرهم على الكافرين {وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} ذلك، ولو علموا، ما قالوا هذه المقالة.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)}.
[9] {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ} تشغلكم.
{أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} هو الصلوات الخمس.
{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} أي: اللهو بها.
{فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} لأنهم باعوا الباقي بالفاني. قرأ الدوري عن الكسائي: (يَفْعَل ذَّلِكَ) بإدغام اللام في الذال، والباقون: بالإظهار (¬1).
{وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10)}.
[10] و {أَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ} في الطاعة، وقال ابن عباس: المراد: زكاة الأموال (¬2).
{مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} أي: أسبابه.
¬__________
(¬1) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 369)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 417)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 154).
(¬2) انظر: "تفسير البغوي" (4/ 405).
الصفحة 69