كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)
{فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا} هَلَّا {أَخَّرْتَنِي} أمهلتني {إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} زمان يسير.
{فَأَصَّدَّقَ} فأتصدق وأزكي مالي، قيل: نزلت في مانعي الزكاة.
{وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} المؤمنين. قرأ أبو عمرو: (وَأَكُونَ) بالواو ونصب (¬1) النون على جواب التمني، وعطفًا على (فَأَصَّدَّقَ)؛ لأنه نصب بإضمار أن، وقال: إنما حذفت الواو من المصحف اختصارًا، وقرأ الباقون: (وَأَكُنْ) بجزم النون من غير واو عطفًا على موضع (فَأَصَّدَّقَ) (¬2)؛ لأنه جواب الشرط، تقديره: إن أخرتني، أصدق، وأكنْ، وكذا هو مرسوم في جميع المصاحف.
{وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)}.
{وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا} ولن يمهلها {إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} آخرُ عمرها.
واختلاف القراء في الهمزتين من (جَاءَ أَجَلُهَا) كاختلافهم فيهما من {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ} في سورة الحج [الآية: 65].
{وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} فمجازٍ عليه. قرأ أبو بكر عن عاصم (يَعْمَلُونَ) بالغيب على تخصيص الكفار بالوعيد، وقرأ الباقون: بالخطاب على مخاطبة جميع الناس (¬3)، والله أعلم.
¬__________
(¬1) في "ت": "وفتح".
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 637)، و"التيسير" للداني (ص: 211)، و"تفسير البغوي" (4/ 406)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 155 - 156).
(¬3) المصادر السابقة.
الصفحة 70