كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

{نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ} أي: قبلكم.
{فَذَاقُوا} في الدنيا {وَبَالَ} عقوبة {أَمَرَهُم} كفرهم.
{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} في الآخرة.
{ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6)}.

[6] {ذَلِكَ} العذابُ النازل بهم {بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} بالمعجزات.
{فَقَالُوا} احتقارًا بهم:
{أَبَشَرٌ} أراد الجنس، مبتدأ، خبره {يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا} بالرسل {وَتَوَلَّوْا} عن الإيمان.
{وَاسْتَغْنَى اللَّهُ} أظهرَ غناه عن كل شيء.
{وَاللَّهُ غَنِيٌّ} عن جميع خلقه {حَمِيدٌ} على كل صنعة.
{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7)}.

[7] ثم أخبر عن إنكارهم البعث، فقال تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} ومعنى زعم: كذبوا في الحديث، قال ابن عطية (¬1): ولا توجد
¬__________
(¬1) انظر: "المحرر الوجيز" (5/ 319).

الصفحة 74