كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

والحسين عليهما قميصان أحمران يجرانهما، يَعْثُران ويَقُومان، فنزل - صلى الله عليه وسلم - عن المِنْبَرِ حتى أَخَذَهُمَا، وصَعِدَ بهما، وقال: "صدق الله {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} وقال: إني رأيت هذين، فلم أصبر"، ثم أخذ في خطبته، قال ابن عطية (¬1): وهذه ونحوها هي فتنة الفضلاء، فأما فتنة الجهال والفسقة، فمؤدية إلى كل فعل مهلك (¬2)، وجيء بـ (إنما) للحصر؛ لأن جميع الأموال والأولاد فتنة؛ لأنه لا يرجع إلى مال أو ولد إلا وهو مشتمل على فتنة واشتغال قلب.
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} أطقتم، وهذه الآية ناسخة لقوله: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102].
{وَاسْمَعُوا} ما أُمرتم به سماعَ قبول {وَأَطِيعُوا} الله ورسوله.
{وَأَنْفِقُوا} المالَ في الطاعة، وآتوا {خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ} أي: افعلوا ما هو خير لها.
{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} تقدم تفسيره في سورة الحشر.
¬__________
(¬1) انظر: "المحرر الوجيز" (5/ 320).
(¬2) رواه أبو داود (1109)، كتاب: الصلاة، باب: الإمام يقطع الخُطبة للأمر يحدث، والنسائي (1412)، كتاب: الجمعة، باب: نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من الخطبة، والترمذي، (3774)، كتاب: المناقب، باب: مناقب الحسن والحسين، وقال: حسن غريب، وابن ماجه (3600)، كتاب: اللباس، باب: لبس الأحمر للرجال، من حديث بريدة رضي الله عنه.

الصفحة 79