كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

لغتان (¬1)، وقرأ ابن كثير، وقالون، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر عن عاصم: (بِيُوتَهُمْ) بكسر الباء، والباقون: بضمها، ومعناهما واحد (¬2).
{بِأَيْدِيهِمْ} [كانوا يخربون بواطنها؛ لئلا يتحسروا على بقائها للمسلمين] (¬3).
{وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ} كانوا يخربون باقيها.
{فَاعْتَبِرُوا} فاتعِظوا (¬4) بمصابهم {يَاأُولِي الْأَبْصَارِ} ذوي العقول والبصائر.
...
{وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3)}.

[3] {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ} أي: حكمَ عليهم بخروجهم من أوطانهم {لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} بالقتل والأسر؛ كقريظة.
{وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ} إن نجوا هنا من القتل.
{عَذَابُ النَّارِ} وكان إجلاء بني النضير مرجعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - من أُحد في سنة ثلاث من الهجرة، وفتحُ قريظة مرجعَه من الأحزاب في سنة خمس من الهجرة، وبينهما سنتان.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 632)، و"التيسير" للداني (ص: 209)، و"تفسير البغوي" (4/ 353)، و "معجم القراءات القرآنية" (7/ 111 - 112).
(¬2) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 413)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 112).
(¬3) ما بين معكوفتين زيادة من "ت".
(¬4) "فاتعظوا" زيادة من "ت".

الصفحة 8