كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

الطير، تغدو خِماصًا، وتَروح بِطَانًا" (¬1)، والتوكل: سكون القلب في كل موجود ومفقود، وقطعُ القلب عن كل علاقة، والتعلقُ بالله في جميع الأحوال.
{إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} قرأ حفص عن عاصم: (بَالِغُ) بغير تنوين (أَمْرِهِ) بالخفض بإضافة (بالغ) إليه، وقرأ الباقون: بالتنوين، ونصب (أَمْرَهُ) (¬2)، والمعنى على القراءتين: منفذٌ حكمَه.
{قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} نهاية.
{وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)}.

[4] ولما نزل {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228]، قال خلاد بن النعمان (¬3) بن قيس الأنصاري: يا رسول الله! فما عدة من لا تحيض، والتي لم تحض، وعدة الحبلى؟ فأنزل الله تعالى: {وَاللَّائِي
¬__________
(¬1) رواه الترمذي (2344)، كتاب: الزهد، باب: في التوكل على الله، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (4164)، كتاب: الزهد، باب: التوكل واليقين، وأحمد في "المسند" (1/ 30)، وابن حبان في "صحيحه" (730)، والحاكم في "المستدرك" (7894) من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 639)، و"التيسير" للداني (ص: 211)، و"تفسير البغوي" (4/ 417)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 166).
(¬3) "بن النعمان" زيادة من "ت".

الصفحة 85