كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

{وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ} تضايقتم في الرضاع، وامتنع الأب عن إعطاء الأجرة، والأم عن إرضاعه.
{فَسَتُرْضِعُ لَهُ} امرأة {أُخْرَى} وفيه معاتبة للأم على المعاسرة.
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)}.

[7] {لِيُنْفِقْ} لام أمر.
{ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} على المطلقات والمرضعات على قدر غناه.
{وَمَن قُدِرَ} ضُيِّق {عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} من المال على مقداره.
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} أعطاها من المال.
{سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} عاجلًا أو آجلًا. قرأ أبو جعفر: (عُسُرًا) و (يُسُرًا) بضم السين فيهما، والباقون: بالإسكان (¬1)، وتقدم في سورة النور اختلاف الأئمة فيمن أعسر بصَداق زوجته وكسوتها ونفقتها، وحكم النسخ بذلك.
{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8)}.

[8] {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} تقدم تفسير (وَكَأَيِّنْ)، واختلاف القراء فيه في
¬__________
(¬1) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 418)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 169).

الصفحة 89