كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 7)

{وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} قرأ الكوفيون: بتخفيف الظاء، والباقون: بتشديدها (¬1)، ومعناهما: تتعاونا على إيذائه.
{فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} أي: ناصره {وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} عطفًا على الضمير في (مَوْلاَهُ) (وَصَالح الْمُؤْمِنِينَ) واحد يُراد به الجمع، وهم من صلح من المؤمنين. قرأ ابن كثير: (جَبْرِيلُ) بفتح الجيم وكسر الراء من غير همز (¬2)، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة، وقرأ أبو بكر عن عاصم كذلك، إلا أنه حذف الياء بعد الهمزة، وقرأ الباقون: بكسر الجيم والراء من غير همز.
{وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير} أعوان، المعنى: كلُّ المذكورين ينصرون محمدًا ويعينونه، وتخصيص جبريل لتعظيمه.
{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)}.

[5] {عَسَى رَبُّهُ} و (عسى) تكون للوجوب في ألفاظ القرآن إلا في موضعين: أحدهما في سورة محمد - صلى الله عليه وسلم - (فَهَلْ عَسَيْتُمْ)؛ أي: علمتم وتمنيتم، والثاني: هنا ليس بواجب؛ لأن الطلاق معلق بالشرط، فلما لم يوجد الشرط، لم يوجد التبديل.
¬__________
(¬1) انظر: "التيسير" للداني (ص: 94)، و"تفسير البغوي" (4/ 429)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 176).
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 640)، و"التيسير" للداني (ص: 75)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 177).

الصفحة 98