كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 7)

وقد بين تعالى هذا المعنى في آية (١٦٥) أي: عقب هذه الآية وتتمتها.
(١٦٤) تتمة للتي قبلها.
(١٦٥) بيان لنوع من الشرك، وهو شرك بني إسرائيل، كما صرح به تعالى في قوله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: ٣١]. [١١/أ] وقال تعالى لرسوله أن يقول لهم: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: ٦٤].
وفسَّر الصحابة وغيرهم هذه الآية ــ أعني (١٦٥) من البقرة ــ بمثل تفسير الآيتين المذكورتين: أن المراد بالأنداد المتبوعون من البشر، المطاعون في شرع الدين، ولا ينبغي أن يطاع فيه إلا الله تعالى (¬١). وجاء عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تفسير اتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابًا بنحو ذلك (¬٢).
ويدل عليه آية (١٦٦) فإنها مبينة أن الأنداد هم المتبوعون.
وكذا آية (١٦٧)؛ فإنها تتمة للتي قبلها.
(١٦٨) قد تبين أنّ في الآيات التي قبلها بيان أن طاعة غير الله تعالى في شرع الدين شرك. وفي هذه الآية النهي عن نوع من ذلك وقع فيه العرب وغيرهم وبدَّلوا شرع إبراهيم، كما بدل أهل الكتاب ما في الكتاب؛ وهو: تحريم ما أحل الله تعالى بغير سلطانٍ منه؛ وبيان أن ذلك من اتباع خطوات
---------------
(¬١) انظر: "تفسير الطبري" (شاكر ٣/ ٢٨٠).
(¬٢) انظر: "تفسير الطبري" (شاكر ١٤/ ٢٠٩ - ٢١١).

الصفحة 157