كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 7)
فيه، فهدانا الله؛ فالناس [١٥/ب] لنا فيه تبع، فغدًا لليهود وبعد غدٍ للنصارى".
والحديث في "الصحيح" (¬١) من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، أخي وهب بن منبه، قال: هذا ما حدثنا [به] أبو هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة" فذكره بمعناه.
وهو ثابت في "الصحيح" (¬٢) أيضًا من طرق أخرى عن أبي هريرة. وثبت في "الصحيح" (¬٣) أيضًا عن حذيفة.
[١٦/أ] وفي التوراة التي بأيدي أهل الكتاب الآن ما يشهد لمعناه، وإن كان غنيًّا عن الشهادة. وهكذا في الأناجيل التي بأيدي النصارى الآن بشارة بمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - وأمته وأنهم الآخرون الأولون.
وهذا مبسوط في موضع آخر مع بسط معنى الحديث، والمقصود هنا بيان الارتباط.
(٢١٤) تعلقها بما قبلها ظاهر، ولها نظر إلى الآيات التي ذكر فيها القتال
(١٩٠ - ١٩٥). بيَّن الله عز وجل بالآيات المتقدمة هدايته هذه الأمة إلى ما اختلف فيه من قبلهم، ثم أعقبه بأن هذه الهداية إنما ثمرتها دخول الجنة، ولكن دخول الجنة لابد له من سعي، وكان مقتضى ذلك أن يكون السعي أعظم من سعي الذين قبلنا؛ لأن الهداية التي منحت لنا أعظم من الهداية التي
---------------
(¬١) البخاري: كتاب الأيمان والنذور، باب قول الله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} (٦٦٢٤).
(¬٢) البخاري: كتاب الوضوء، باب البول في الماء الدائم (٢٣٨)، ومواضع أخرى.
(¬٣) مسلم: كتاب الجمعة، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة (٨٥٦).
الصفحة 166
387