كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 7)

أحكام النكاح ما فيه صلاحكم، ولم تكونوا تعلمون ذلك، وهداكم لما اختلف فيه الذين من قبلكم= فاشكروه، وأعظم الشكر المحافظة على الصلاة.
وفي "الصحيح" (¬١): "ما تقرَّب إليَّ عبدي بأفضل من أداء ما افترضته عليه".
وفيه (¬٢): "خير أعمالكم الصلاة".
وثانيًا: أن في آيات الطلاق والنكاح بيان العدل في معاملة النساء، وفي بعضها التخفيف عنهن، وفي بعضها تشديد ما، ولكن الباري عزَّ وجلَّ يرشدنا إلى العفو.
ثم في آية (٢٣٧): {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}، وفي (٢٣٩) بيان عفو الله عز وجل عنا بأن لم يكلِّفنا ما يشقُّ علينا من المحافظة على صفة الصلاة في حال الخوف. وأما آية (٢٣٨) فهي كالمقدمة للتي بعدها، كما مر.
فكأنه تعالى يقول: كما عفوت عنكم فاعفوا أنتم أيضًا، وكما خففت عنكم فخففوا أنتم أيضًا. وبهذا عُلِمَ وجهٌ لتوسيط (¬٣) هاتين الآيتين بين أحكام الطلاق وما معه ممَّا يتعلق بالأزواج.
[٢١/أ] وهاهنا نكتة لطيفة لتوسيط هاتين الآيتين، مع ما يظهر من بعد المناسبة. وهي الإشارة إلى عظم شأن الصلاة، لأن عادة الناس أن المتكلم
---------------
(¬١) صحيح البخاري: كتاب الرقاق، باب التواضع (٦٥٠٢) من حديث أبي هريرة.
(¬٢) أخرجه أحمد (٢٢٣٧٨) وابن ماجه (٢٧٧) وابن حبان (١٠٣٧) وغيره من حديث ثوبان رضي الله عنه، ولم أجده في "الصحيح".
(¬٣) كذا في الأصل.

الصفحة 174