كتاب إعراب قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} - ضمن «آثار المعلمي»

الآية
في كلام "الهمع".
و{لَيْسَ} فعل جامد ناقص يعمل [عمل] (¬١) كان: يرفع الاسم وينصب الخبر.
{لِلْإِنْسَانِ} جار ومجرور. وما العامل في الجارِّ والمجرور؟ اختُلِفَ (¬٢).
[ل ٣١] قال في "الهمع" (¬٣): "إذا وقع الظرف أو الجار والمجرور خبرًا فشرطه أن يكون تامًّا، نحو: زيد أمامك، وزيد في الدار؛ بخلاف الناقص، وهو ما لا يفهم بمجرد ذكره وذكر معموله ما يتعلق به، نحو: زيد بك، أو فيك، أو عنك، أي واثق بك، وراغب فيك، ومعرض عنك فلا معه خبر (¬٤)، إذ لا فائدة فيه. ثم هنا مسائل:
الأولى: اختلف في عامل الظرف والمجرور الواقعين خبرًا. فالأصح أنه كونٌ مقدَّر. وقيل: المبتدأ، وعليه ابن خروف، ونسبه ابن أبي العافية إلى سيبويه. وأنه عمل فيه النصب لا الرفع، لأنه ليس الأول في المعنى. ورُدَّ بأنه مخالف للمشهور من غير دليل، وبأنه يلزم منه تركيب كلام من ناصب ومنصوب بدون ثالث. وقيل: المخالفة (¬٥)، وعليه الكوفيون. وإذا قلت: زيد أخوك، فالأخ هو زيد، أو زيد خلفك، فالخلف ليس بزيد، فمخالفته له
---------------
(¬١) زيادة يقتضيها السياق.
(¬٢) كلمة مهملة يشبه رسمها: "اقلب"، ولعل الصواب ما قرأت.
(¬٣) (٢/ ٢١ - ٢٣).
(¬٤) كذا في الأصل من الطبعة الأولى. وفي نشرة الأستاذ عبد العال: فلا يقع خبرًا.
(¬٥) كذا في الأصل من الطبعة الأولى. وفي نشرة الأستاذ عبد العال: بالمخالفة.

الصفحة 259