كتاب إعراب قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} - ضمن «آثار المعلمي»
عملت النصب. ورُدَّ بأن المخالفة معنى لا يختص إلا بالأسماء دون الأفعال، فلا يصح أن يكون عامله، لأن العامل اللفظي شرطه أن يكون مختصًّا، فالمعنوي الأضعف أولى.
وعلى الأول يجوز تقدير الكون باسم الفاعل وبالفعل، فالتقدير في زيد عندك أو في الدار: زيد كائن، أو مستقر، أو كان، أو استقر. واختلف في الأولى منهما، فرجح ابن مالك وغيره تقدير اسم الفاعل، لأن الأصل في الخبر الإفراد، والتصريح به في قوله:
فأنْتَ لدَى بُحْبُوحَةِ الهُون كَائنُ (¬١)
ولتعينه في بعض المواضع، وهو ما لا يصلح فيه الفعل (¬٢) نحو: أمّا عندك فزيد، وخرجت فإذا عندك زيد، لأن (أمّا) و (إذا الفجائية) لا يليهما فعل.
ورجَّح ابن الحاجب تبعًا للزمخشري والفارسي تقدير الفعل، لأنه الأصل في العمل، ولتعيُّنه في الصلة. وأجيب بالفرق، فإنه في الصلة واقع موقع الجملة، وفي الخبر واقع موقع المفرد. ثم إن قدَّرت اسم الفاعل كان من قبيل الخبر المفرد، وإن قدَّرت الفعل كان من قبيل الجملة، فلا يخرج
---------------
(¬١) صدره:
لك العزُّ إن مولاك عزَّ وإن يَهُنْ
والبيت من شواهد "شرح التسهيل" (١/ ٣١٧)، ولم يذكر قائله. وانظر شرح أبيات "المغني" (٦/ ٣٤٢).
(¬٢) في نشرة عبد العال: فيه خبرا الفعل.
الصفحة 260
387