كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 7)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[ل ١٤] قولُه سبحانه وتعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ} [سورة القلم: ١٠ - ١٤].
هل (أنْ) هذه المصدريّة، أو المخفّفةُ من الثقيلة؟
أقول: لم يزدْ في "الجلَالَين" على أنْ قال: " أي: لأنْ ". وقال في الجَمَل في حواشيه على قول الجلال بعد ذلك: " وفي قراءةٍ: أَأَنْ بهمزتين مفتوحتين" (¬١) ما لفظُه: "الأولى همزة الاستفهام التقريعي التوبيخي، والثانية همزة أنْ المصدريّة، واللام مقدّرة كما سبق ... " إلخ. وفي آخره: هـ شيخنا هـ (¬٢).
وقول العبّاس بن مِرْداس:
أبا خُراشةَ أمَّا أنت ذا نَفَرٍ ... فإنَّ قوميَ لم تأكلْهُمُ الضَّبُعُ (¬٣)
على ما قرَّره س (¬٤) والجمهور من أنَّ (أمَّا) أصلها: أنْ ما، (أنْ) المصدرية و (ما) العوضُ عن كان، والأصل: أَلِأنْ كنتَ. حُذِفت همزة
---------------
(¬١) انظر "الكشف" لمكي (٢/ ٢٣١)، و"الإقناع" (٣٦٩).
(¬٢) "حاشية الجمل" (٤/ ٣٨٥).
(¬٣) "ديوان العباس بن مرداس" (١٠٦). وأبو خراشة كنية خفاف بن ندبة، وكان بينهما مهاجاة.
(¬٤) "كتاب سيبويه" (١/ ١٩٣).

الصفحة 267