كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 7)

وقيل: بل ينبغي أن يستحضر أنه مأمور بأن يقول: "قل أعوذ" أي قل
لنفسك: قل. فيستحضر بقوله: "قل" أنه يأمر نفسه (¬١).
وهذا بعيد، والأول هو الظاهر. ويؤيده ما صحّ عن أُبي بن كعب أنه سُئل عن المعوذتين، فقال: "سألت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: "قيل لي، فقلت". فنحن نقول كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ". كذا أخرجه البخاري في تفسير سورة الفلق (¬٢). وقد أخرجه الإمام أحمد وغيره (¬٣). وفي بعض الروايات: "قيل لي: قل، فقلت، فقولوا. فنحن نقول" إلخ (¬٤).
وواضح أن التقدير: "قيل لي: قل أعوذ إلخ، فقلت: أعوذ إلخ، فقولوا، أي فليقل كل أحد منكم: أعوذ إلخ. والجمع بين هذا وبين قراءة "قل" هو ما قدَّمت، والله أعلم. فأما الفاتحة، فلا إشكال فيها.

قال ابن جرير (¬٥): "لدخول الألف واللام في "الحمد" معنًى لا يؤديه قول القائل: "حمدًا" بإسقاط الألف واللام. وذلك أن دخولها (¬٦) في "الحمد" مبني على (¬٧) أن معناه: جميع المحامد".
---------------
(¬١) "روح المعاني" (١٥/ ٥١١).
(¬٢) برقم (٤٩٧٧)
(¬٣) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (٢١١٨٩) والنسائي في "الكبرى" (١١٦٥٣) وابن حبان (٤٤٢٩) وغيرهم.
(¬٤) "الدر المنثور" (١٥/ ٧٨٤) والمصنف صادر عن "روح المعاني" (١٥/ ٥١٧).
(¬٥) في "تفسيره" ــ شاكر (١/ ١٣٨).
(¬٦) في الأصل: "دخولهم" سبق القلم.
(¬٧) كذا في مطبوعة التفسير التي كانت بين يدي المصنف. والصواب: "منبئ عن" كما أثبته الأستاذ محمود شاكر.

الصفحة 76