كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 7)

بعض الجزئيات منه، فحالهم كحال الملائكة، بل أولى بالتوقف على أمر الله عزَّ وجلَّ، كما أوضحته في "رسالة العبادة" (¬١).
ومنه: [تصرُّفُ] (¬٢) أرواحِ الأحياء بالسحر ونحوه. وقد قال تعالى في السحر: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: ١٠٢]، يريد والله [أعلم] (¬٣) الإذنَ الخاصَّ، وهو التسليطُ الخاصُّ لحكمةٍ تقتضي ذلك.
وبالجملة فالتصرُّفُ الغيبيُّ كلُّه بيد الله. وسيأتي لهذا مزيد إن شاء الله تعالى (¬٤).

" {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
في الإتيان بهما زيادةُ إيضاحٍ لاستحقاقه سبحانه وتعالى الحمدَ، وبيانُ أنَّ عظمتَه التي دلَّ عليها قولُه: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} لا تنافي رحمتَه، وأنَّ تدبيرَه للعالمين قائمٌ على الرحمة العامة، وإن اقتضت السخطَ في بعض الأشياء.
وفي الحديث القدسي: "إن رحمتي سبقت غضبي". وفي رواية: "غلبت غضبي". والحديث في الصحيحين (¬٥).
---------------
(¬١) رسالة "العبادة" (ص ٨١٦، ٨٧٨).
(¬٢) زيادة يقتضيها السياق.
(¬٣) زيادة يقتضيها السياق.
(¬٤) لم أجد هذا المزيد في الأصل.
(¬٥) البخاري (٧٥٥٣) ومسلم (٢٧٥١) من رواية أبي هريرة.

الصفحة 92