كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 7)
" {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
في "مالك" عدة قراءات فصَّلها في "روح المعاني" (¬١). والذي في السبع منها: "مَلِك" بفتح، فكسر، وبالجرِّ، و"مالك" بإثبات الألف والجرِّ أيضًا (¬٢). وكلا الوصفين ثابت لله تبارك وتعالى.
ويوم الدين هو يوم القيامة، كما فسّره القرآن في آخر سورة الانفطار وغيرها. والدين هنا: المجازاة. وشواهده من الكتاب والسنة والآثار وكلام العرب كثيرة.
أخرج ابن جرير (¬٣) عن ابن عباس: "يوم الدين" قال: يوم حساب الخلائق، وهو يوم القيامة، يدينهم بأعمالهم، إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ، إلا من عفا عنه، فالأمرُ أمرُه. ثم قال: {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: ٥٤] (١/ ٥١) (¬٤).
ومن فوائد هذه الصفة: تقريرُ استحقاقِ الربِّ عزَّ وجلَّ للحمد واختصاصِه به، فإنَّ ظهورَ الفضل والعدل يومئذ أتمُّ، واختصاصَه بالرب تعالى أظهر، كما قال سبحانه: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ
---------------
(¬١) (١/ ٨٥).
(¬٢) وهي قراءة عاصم والكسائي. وقرأ الباقون: "مَلِك". انظر: كتاب "الإقناع" لابن الباذش (٥٩٥) وغيره.
(¬٣) في "تفسيره" (١/ ١٥٦).
(¬٤) أحال على نسخة التفسير التي كانت عنده.
الصفحة 94
387