كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 7)

بِهِ مُشْرِكُونَ} (¬1). {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا} (¬2).
ومحبة الخلق للمؤمن رصيد يسليه ويقويه ويؤنسه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} (¬3).
وصبرُه على الضراءِ، وشكرُه على السراء، فوق ما فيه من تقويته فهو يفوّت الفرصةَ على كل من أراد بالمؤمن سوءًا أو فتنة، وهذا الصنفُ لا تتعلق نفسُه بعطاء الدنيا، ولا تضجر للبلاء: «عجبًا لأمر المسلم إن أمره كلَّه خير، إن أصابته سراءُ فشكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن».
وما أجمل قول القائل:
صبرًا جميلًا ما أسرع الفرجا مَنْ صدق اللهَ في الأمور نجا
من خشي اللهَ لم ينلْه أذى ومن رجا اللهَ كان حيث رجا (¬4)
وأبلغ من ذلك قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (¬5) ولن يغلب عسرٌ يسرين، كما قال العلماء.
اللهم اجعلنا من الصابرين، ومن أهل الإيمان واليقين، أقول ما تسمعون.
¬_________
(¬1) سورة النحل، الآيتان: 99، 100.
(¬2) سورة الإسراء، الآية: 65.
(¬3) سورة مريم، الآية: 96.
(¬4) تهذيب السير: 2/ 925.
(¬5) سورة الشرح، الآيتان: 5، 6.

الصفحة 252