كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 7)

أيها المسلمون: ومن آيات القرآن إلى نصوص السنة وبشائرها، إذْ تجدون في هدي الذي لا ينطق عن الهوى وعودًا صادقةً بنصرة الدين، وبلوغه ما بلغ الليل والنهار، وفي حديث تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليبلغن هذا الأمرُ ما بلغ الليلُ والنهار، ولا يتركُ اللهُ بيتَ مدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله اللهُ هذا الدين بعزِّ عزيزٍ، أو بذلِّ ذليل، عِزًّا يُعز اللهُ به الإسلام، وذُلًا يُذلُّ الله به الكفرَ»، رواه أحمدُ والحاكمُ وغيرهما بسند على شرط مسلم (¬1).
وتجدون كذلك وعدًا بفتح للمسلمين لم يفتحوه بعد، فقد سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ المدينتين تُفتح أولًا: أقسطنطينية أم رُوْمية؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مدينةُ هرقلَ تُفتح أولًا، يعني: «القسطنطينية» (¬2).
وعلى ذلك فالمسلمون على وعدٍ بفتح روما - وهي واحدةٌ من قلاع النصارى، وحاضرةٌ كبرى من حواضر النصرانية.
أما اليهود فتجدون وعدًا نبويًا آخر صادقًا بوقوع معركة فاصلة مع اليهود، ينتصر فيها المسلمون وتُغلب اليهود، ويقول عليه الصلاةُ والسلام: «لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلُ المسلمون اليهودَ، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهوديُّ من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجرُ أو الشجر: يا مسلمُ، يا عبدَ الله، هذا يهوديٌّ خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود» متفق عليه (¬3).
أيها المسلمون: وما ترون اليومَ من مللٍ زائغة كاليهودية والنصرانية ونحوها ستنتهي ويبقى الإسلام، وفي آخر الزمان وحين ينزل عيسى عليه السلام لا يحكم
¬_________
(¬1) محمد الدويش البشائر بنصرة الإسلام ص 18.
(¬2) رواه أحمد والدارمي وابن أبي شيبة، وحسّنه المقدسي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1/ 8، الدويش البشائر: 26.
(¬3) خ (2926)، (2925)، م (2922)، (2921).

الصفحة 271