كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 7)

ورواه مسلم وزاد: «وإذا أبغضَ اللهُ عبدًا دعا جبريلَ فيقولُ: إني أبغضُ فلانًا فأبغِضْهُ، فيبغِضُه جبريلُ، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانًا فأبغضوهن قال: فيبغضونه، ثم توضع البغضاءُ في الأرض» (¬1).
وفي «مسلم» أيضًا ذكر هذه الصورة العملية للحب، فعن سهيل بن أبي صالح قال: كنا بعرفة، فمرَّ عمرُ بنُ عبد العزيز وهو على الموسم، فقام الناسُ ينظرون إليه، فقلتُ لأبي: يا أبتِ إني أرى الله يحبُّ عمرَ بنَ عبد العزيز، قال: وما ذاك؟ قلتُ: لِمَا له من الحبِّ في قلوب الناس، قال: فأنبِّئُك؟ إني سمعتُ أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ثم ذكر الحديث السابق (¬2)، وأخرجه الترمذيُ بمثل حديث مسلم وزاد: فذاك قولُ الله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} (¬3).
اللهم اجعلنا من أحبابك، ووفقنا لطاعتك وحسن عبادتك، وثبِّتنا إلى أن نلقاك وأنت راضٍ عنا يا ذا الجلال والإكرام .. هذا وصلوا.
¬_________
(¬1) كتاب البر والصلة: ح 2637، 4/ 2030.
(¬2) السابق: 4/ 2031.
(¬3) سورة مريم، الآية: 96، جامع الأصول: 6/ 555.

الصفحة 39