كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 7)

الحقائق، فلا بد من الحديث - ولو بشكل مجمل - عن المفردات التالية:
1 - الإسلام بوصفه الدين الحق والرسالة الأخيرة للخلق.
2 - وعن القرآن بوصفه الكتاب المصدق للكتب قبله، والمهيمن عليها، والحافظ لأصول الشرائع السماوية كلها، والناسخ لما نسخ الله منها، وبوصفه الوحي الإلهي الوحيد المحفوظ من التغيير والتبديل والزيادة والنقصان.
3 - وعن محمد صلى الله عليه وسلم باعتبار عموم رسالته وختمها لرسالات السماء.
4 - وعن أمةِ الإسلام باعتبارها أمةً وسطًا، وخيريَّتُها مقطوعٌ بها، وشهادتُها على الناس بنصِّ الوحيين - كما سترى -.
أيها الناس: أما الإسلامُ فهو الدينُ الحقُّ الذي شرع الله ورضيه لنا دينًا: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (¬1).
وهو دين اللهِ ودين رسله، وهو رسالته الأخيرة إلى الناس كافّة.
وهو الانقياد لله وحده ظاهرًا وباطنًا بما شرع على ألسنة رسله (¬2).
وهو الدينُ الذي بَعث الله به الأولين والآخرين من الرسل عليهم السلام، فنوحٌ عليه السلام قال لقومه: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (¬3).
وإبراهيم عليه السلام: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬4).
وحين اختصم اليهودُ والنصارى في إبراهيم عليه السلام جاء الفصل من اللهِ حاكمًا بإسلام إبراهيم: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا} (¬5).
¬_________
(¬1) سورة آل عمران، الآية: 19.
(¬2) السعدي: تيسير الكريم الرحمان: 1/ 366.
(¬3) سورة يونس، الآية: 72.
(¬4) سورة البقرة: الآيتان: 131، 132.
(¬5) سورة آل عمران، الآية 67.

الصفحة 6