كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 7)

فسوق، ولا سوء أدب مع الله، ولا مع أنبيائه. وأين الإسلامُ ممن قالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} (¬1)، وربنا لم يتخذ صاحبةً ولا ولدًا، وأين الإسلامُ ممن قالوا: المسيحُ ابنُ الله، والله يقول: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (¬2).
أين الإسلامُ والإيمانُ ممن قالوا: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} (¬3). وقالوا: {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} (¬4).
وأين الإسلام والإيمان ممن قالوا: {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} (¬5).
وأين الإسلام ممن اتخذوا عيسى عليه السلام وأمَّه إلهين من دون الله.
أيها الناس: وهل يصحُّ أن يطلق الإيمانُ والإسلامُ على أهلِ الكتاب المحرِّفين من اليهود والنصارى والله يقولُ عنهم: {وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} (¬6).
ويصفهم اللهُ بالكفر صراحة بقوله: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} (¬7).
ويصف اللهُ أكثريتهم بالفسق بقوله: {وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ} (¬8).
وينفي عنهم الإيمان بقوله: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (¬9).
ويصفهم بالظلم، ويشبههم بما يتفقُ وإضاعتِه الأمانة بقوله: {مَثَلُ الَّذِينَ
¬_________
(¬1) سورة المائدة، الآية: 18.
(¬2) سورة المائدة، الآية: 73.
(¬3) سورة آل عمران، الآية: 181.
(¬4) سورة المائدة، الآية: 64.
(¬5) سورة المائدة، الآية: 73.
(¬6) سورة المائدة، الآية: 43.
(¬7) سورة البينة، الآية: 1.
(¬8) سورة المائدة، الآية: 59.
(¬9) سورة المائدة، الآية: 81.

الصفحة 9