كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 7)

وبعض الحنابلة (¬1).
• الخلاف في المسألة: خالف في المسألة بعض الحنابلة، حيث يرون أن اليمين باللَّه فقط تجزأ، فقال ابن قدامة: واليمين التي يبرأ بها المطلوب هي اليمين باللَّه وإن كان الحالف كافرًا. وجملته: أن اليمين المشروعة في الحقوق التي يبرأ بها المطلوب هي اليمين باللَّه في قول عامة أهل العلم إلا أن مالكًا أحب أن يحلف باللَّه الذي لا إله إلا هو، وإن استحلف حاكم باللَّه أجزأ (¬2).
• دليل هذا القول: قول اللَّه تعالى: {تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا} [المائدة: 106]. وقال تعالى: {فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا} [المائدة: 107]. وقال تعالى في اللعان: {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6)} [النور: 6]. وقال تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [النور: 53].
• وجه الدلالة: دلت الآيات على أن من أقسم باللَّه فقد أقسم جهد اليمين (¬3).Rعدم صحة ما نقل من الإجماع على صيغة اليمين وذلك لوجود الخلاف في المسألة.

[236/ 6]: الحلف بالمخلوق لا يعد يمينًا وإن نوى رب المخلوق.
• المراد بالمسألة: أن من حلف بمخلوق من مخلوقات اللَّه تعالى كالطور، والسماء، والطارق، والنجم الثاقب، وما شابه، ثم قال إنما نويت رب الطور، ورب السماء إلى آخره، فإن ذلك لا يعد يمينًا، وقد
¬__________
(¬1) الفروع (6/ 433).
(¬2) المغني (14/ 275).
(¬3) المغني (14/ 275).

الصفحة 456