كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 7)

وفي رواية "الفضائل": قال لي سفينةُ: فنظرنا فإذا خلافة أَبي بكر سنتان وأَشهر، وعمر عشر سنين وأشهر، وعثمان اثنتا عشرة سنة، وخلافةُ علي والحسن ستُّ سنين (¬1).
قال الحسنُ البصريّ: وقيل: إنه قولُ أَبي بكرةَ. فكان فِعْلُ الحسنِ نَظَرًا لهذه الأُمَّةِ.
قال الحسن: وهذا الحديث من مُعجزاتِ رسولِ الله صلى الله عليه لأنه جاء كما قال (¬2).
وقال الواقدي: قيل للحسن: لِمَ تركْتَ خلافتَك وشَرَفَك [وحقَّك] (¬3)، وسلَّمتَه إلى طليق بن طليق؟ ! فقال: اخترتُ العارَ على النارِ.
وقال الهيثم: خطب الحسنُ بالنُّخَيلة وقال: ما بَينَ جابَرْسا وجابَلْقا [أحدٌ] جَدُّهُ نبيٌّ غيري وغير أخي الحسين، وقد رأيتُ حَقْنَ دماءِ أُمةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.
جابَرْسا: مدينةٌ بالمَشْرق. وجابَلْقا (¬4) بالمغرب (¬5).
واختلفوا في دخول معاوية الكوفةَ على قولَين:
أحدهما: في غُرَّة جُمادى الأُولى سنة إِحدى وأَربعين.
والثاني: لخمس بقين من ربيع الأوَّل، وسلَّمها الحسنُ إِليه (¬6).
قال علماء السِّيَر: وأَقامَ الحسنُ بظاهر الكوفة يتجهَّزُ، ويُداوي جراحتَه التي جُرِحَها بساباط المدائن، وخرج إِليه أَهلُ الكوفة، فقال لهم الحسن: اتقوا الله في جيرانكم وأَهل بيتِ نبيِّكم. فبكى القومُ (¬7).
¬__________
(¬1) لم أقف عليه بحروفه في "الفضائل". وهو فيه وفي "المسند" بالرقمين المتقدمين بنحوه.
(¬2) من قوله: وقال أحمد بإسناده عن سفينة، إلى هذا الموضع، ليس في (م).
(¬3) لفظة: "وحقَّك" من (م).
(¬4) في (خ): وجابرقا.
(¬5) ينظر "مصنف" عبد الرزاق (20980)، و"المعجم الكبير" للطبراني (2748)، و "السنن الكبرى" للبيهقي 8/ 173. ومن قوله: وقال الهيثم .. إلى هذا الموضع، ليس في (م).
(¬6) تاريخ الطبري 5/ 163.
(¬7) المصدر السابق 5/ 165.

الصفحة 12