كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 7)

البراءة (¬1) من أبي تُراب. فقال له رجل: لا سمعَ لك ولا طاعة، وهل نَشَفَ الكتابُ بينك وبين أبي محمد (¬2) بَعْدُ؟ ! .
وفي رواية: فقال له الرجل: لا، بل نُطيع أَحياءَكم، ولا نتبرَّأُ من موتاكم. فأُعجِبَ معاويةُ بكلامه وسكت.
ولَمَّا قَدِمَ معاويةُ إِلى العراق أَقْدَمَ معه معاويةَ بنَ حُدَيج (¬3)، وجرت للحسنِ معه واقعة؛ حكاها أبو الحسن المدائني؛ قال: لَمَّا قَدِمَ معاويةُ الكوفةَ كان معه ابنُ حُدَيج، فرآه الحسن فقال: وَيحَكَ يا ابن حُدَيج! أنت قاتلُ الرجل الصالح محمد بن أبي بكر، وشاتمُ أَميرِ المؤمنين عندَ (¬4) ابنِ آكلةِ الأَكباد! أَمَا واللهِ لئن وَرَدْتَ الحوضَ -ولن تَرِدَه- لتجدَنَّ أَميرَ المؤمنين مُشَمِّرًا عن ساعِدَيه، يذودُ عنه المنافقين مثلك -أو أَمثالك- فسكت ابنُ حُدَيج.
¬__________
(¬1) في (م): البراء.
(¬2) هي كنية الحسن بن علي - رضي الله عنه -.
(¬3) في (م): أقدمه معه، بدل: أقدم معه معاوية بن حُديج.
(¬4) في (خ) و (م): عبد، وهو خطأ، وجاء قبلها في (م): هل أنت إلا! وينظر "المعجم الكبير" للطبراني (2727)، و"أنساب الأشراف" 2/ 368، وتاريخ دمشق 16/ 658 - 659 (مصورة دار البشير- ترجمة معاوية بن حُديج).

الصفحة 14