كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 7)

واختلفوا فيمن حجَّ بالناس في هذه السنةِ على قولَّين:
أَحدهما: عَنْبَسَة بن أَبِي سفيان. قاله أبو جعفر (¬1).
والثاني: عُتبة بن أبي سفيان.
وفيها توفي

حبيب بن مَسْلَمةَ
ابن مالك الأكبر بن وَهْب بن ثعلبة بن وايلة (¬2) بن عمرو بن شيبان بن مُحارب بن فِهْر، وكنيتُه أبو عبد الله، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو سَلَمة.
وذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة فيمَنْ مات رسولُ اللهِ صلى الله عليه وهم حُدَثاء الأَسنان.
قال (¬3): وأُمُّه زينب بنت ناقش بن وَهْب، من بني محارب بن فهر.
وقال ابن سعد: قال محمد بن عمر: قُبِض رسولُ الله صلى الله عليه وحبيبُ بن مسلمة ابن اثنتي عشرة سنة، وإنَّه لم يَغْزُ مع رسول الله شيئًا.
قال: وفي رواية غيرنا أنَّه غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحفظ عنه أحاديث (¬4).
وكذا حكى ابنُ عساكر عن المفضَّل بن غَسَّان أَنه قال: قد أَنكر العلماءُ (¬5) أَن يكونَ حبيبٌ غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬6).
ثم تحوَّل حبيبٌ إِلى الشام، فلم يزل معاوية يُغْزِيه الرومَ، فيكون له فيهم نكاية.
¬__________
(¬1) هو الطبري، والكلام في "تاريخه" 5/ 180.
(¬2) بالياء، ينظر "توضيح المشتبه" 9/ 161 - 162.

(¬3) في "الطبقات" 6/ 540، ومن قوله هنا: وأمه زينب. . إلى قوله: قال الوليد بن مسلم: غزا حبيب بن مسلمة الروم (في الصفحة التالية). ليس في (م).
(¬4) طبقات ابن سعد 6/ 540 - 541.
(¬5) الكلام في "تاريخ دمشق" 4/ 182 (مصورة دار البشير) للمفضَّل عن أبيه، ولفظه فيه: وقد أنكر بعض العلماء.
(¬6) بعدها في (خ) والكلام منها (وليس في (م) كما سلف قبل تعليقتين): "وحفظ عنه أحاديث. وكذا حكى ابن عساكر" وهي مكررة.

الصفحة 21