كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 7)

ووَليَ الجُنْدَ [بمصر] لمعاوية بعد عُتبةَ بنِ أبي سفيان سنة أربع وأربعين، ثم أغزاه معاويةُ البحرَ سنة سبع وأربعين، وكان عاملًا على مصر، فعزلَه عنها، وولَّى مَسْلَمةَ بنَ مُخَلَّد، فلم يُظْهِر ذلك مسلمةُ حتى دفعَ عقبةُ غازيًا في البحر، وبلَّغه الخبر، فقال: ما أنْصَفَنا معاويةُ؛ عزلَنا وغرَّبنا (¬1).
وشهد عقبة صفِّين، ثم تحول إلى مصر (¬2).
وكان له دار بدمشق نحو قنطرة بني سِنان، من نواحي باب تُوما (¬3).
وكان يخضبُ بالسَّوَاد ويقول:
نُسَوِّدُ أعلاها وتَأْبَى أصولُها (¬4)
ذكر وفاته:
[قال الواقدي وابن البرقي وابنُ عبد البَرّ: ] مات عقبة بمصر سنة ثمان وخمسين، ودفن بالفسطاط (¬5). [وقد وهم خليفة فقال: قُتل بالنهروان سنة ثمان وثلاثين شهيدًا] (¬6).
¬__________
(¬1) المصدر السابق 48/ 82، وما بين حاصرتين منه.
(¬2) نُسب هذا الكلام في (م) لخليفة، ولم أقف عليه في "طبقاته" و "تاريخه". وهو في "طبقات" ابن سعد 5/ 261 و 9/ 503، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 48/ 79، وقد أخرج ابن عساكر قبله قول خليفة: عقبة بن عامر من ساكني مصر، مات سنة ثمان وخمسين. وهو في "طبقاته" ص 121.
(¬3) تاريخ دمشق 48/ 77، ونُسب الكلام في (م) إليه.
(¬4) المصدر السابق 48/ 82. وقوله: "نسوِّد أعلاها وتأبى أصولها" صدر بيت عجزه: فيا ليت ما يسود منها هو الأصلُ. ذكره ابن عبد البر في "بهجة المجالس" 3/ 217 ونسبه لعقبة أيضًا، وهو في "الطبقات" 5/ 261، و 9/ 503، و"تاريخ دمشق" 48/ 93 أيضًا برواية: نغيّر أعلاها. وأورده ابن قتيبة في "عيون الأخبار" 4/ 51 برواية: أُسَوِّدُ أعلاها. . . ونسبه لسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -.
(¬5) طبقات ابن سعد 5/ 261 و 9/ 503، والاستيعاب ص 561. وما سلف وسيرد بين حاصرتين من (م).
(¬6) تاريخ خليفة ص 197، ونقله عنه ابن عبد البرّ في "الاستيعاب" ص 561، وغلَّطه. لكن هذا سبق قلم من خليفة، فقد ذكره أيضًا في "تاريخه" ص 225 في سنة ثمان وخمسين وقال: وفيها مات عُبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وعقبة بن عامر الجهني. وذكره أيضًا في "طبقاته" ص 121 وقال: عقبة بن عامر الجهني من ساكني مصر، مات سنة ثمان وخمسين.

الصفحة 439