كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 7)

قال ابن عساكر: فاطمة بنتُ أسامة بن زيد، سكنت المِزَّة، وانتقلت إلى المدينة.
ودخلت على عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - ومعها مولاةٌ لها تُمسكها بيدها، فقام لها عمر، وأجلَسها في مجلسه، وجلس بين يديها، وصافحها ويدُه في ثيابه، وما ترك لها حاجةً إلا قضاها، وقال لها: هل من حاجة؟ فقالت: تحملُني إلى قبر أبي (¬1). فجهَّزها وحملَها.
[قال (¬2): وكان أبوها خرج إلى وادي القُرى؛ إلى ضيعة له، فمات بها، وترك ابنته بالمِزَّة].
أسند أسامة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مئة [حديث] وثمانيةً وعشرين حديثًا (¬3).
وروى عن أسامة ابنُ عبَّاس، وأبو هريرة، في آخرين (¬4).
[وقد فرَّقنا بعض أحاديثه في الكتاب؛ قال (أحمد) (¬5): حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النَّهْدي، عن أسامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قمتُ على باب الجنة، فإذا عامَّةُ مَنْ دخلَها المساكينُ، وإذا أصحاب (الجَدِّ) محبوسون (¬6)، إلا أصحابَ النار؛ فقد أُمِرَ بهم إلى النار". قال: "وقمتُ على باب النار؛ فإذا عامَّةُ من يدخلُها النساء". متفق عليه (¬7).
¬__________
(¬1) في (ب) و (خ): قبر أمي، والمثبت من (م). ووقع في "تاريخ دمشق" ص 270 (تراجم النساء- طبعة مجمع دمشق): تحملني إلى أخي.
(¬2) يعني ابن عساكر، وقوله في المصدر السابق. والكلام المذكور بين حاصرتين من (م).
(¬3) تلقيح فهوم أهل الأثر ص 365، ولفظ: "حديث و" بين حاصرتين منه. وقال ابن الجوزي فيه ص 388: أُخرج له في "الصحيحين" تسعة عشر حديثًا، المتفق عليه منها خمسة عشر، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بحديثين.
(¬4) تاريخ دمشق 2/ 680 (مصورة دار البشير)، وتهذيب الكمال 2/ 339 - 340.
(¬5) زدتُ كلمة "أحمد" بين قوسين للضرورة، فهو القائل: حدثنا إسماعيل. . . إلخ، والحديث في "المسند" (21782).
(¬6) في (م) (والكلام منها وحدها): محبوسين، والتصويب من مصادر الحديث، واستدركتُ كلمة "الجَدّ" منها أيضًا، وأصحاب الجَدّ، يعني أصحاب الغنى.
(¬7) صحيح البخاري (5196) (6547)، وصحيح مسلم (2736)، وساقه المصنف بإسناد أحمد (21782) كما سلف.

الصفحة 452