كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 7)

ثم قدمَ بعد قَتْلِه إلى المدينة في وَفْدِ ثَقِيف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخاف من أبي المُلَيح بن عروة، وقاربِ (¬1) بن الأسود بن مسعود، وقبلَ أنْ يُقاضيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثَقِيفًا، فتعرّضا له، فشكا إلى أبي بكر - رضي الله عنه -، فنهاهما عنه وقال: ألستُما (¬2) مسلمَين؟ ! قالا: بلى. قال: فتأخذانِ بذَحْلِ (¬3) الشِّرْك؟ وهذا رجل قد قدم يريدُ الإسلام وله ذِمَّةٌ وأمان، ولو قد أسلم صار دمُه عليكم حرامًا.
ثم قاربَ بينهم حتى تصافحوا (¬4)، وكفُّوا عنه. فأسلمَ، وصحبَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -.
ومات في سنة تسع وخمسين، وله صحبة ورؤية، وليس له رواية.

الحُطيئة [الشاعر]
واسمُه جَرْوَل بن مالك (¬5) بن جُؤَيَّة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قُطَيعة بن عَبْس العَبْسيّ، الشاعر. وكنيتُه أبو مُلَيكة، وقيل: أبو أمية.
ذُكر في طبقات الشعراء مع بِشْر (¬6) بن أبي خازم، وكعب بن زهير.
[وقال الجاحظ: كان الحُطَيئة من المخضرمين؛ أدرك الجاهلية والإسلام].
أسلم بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمدَّة.
ولا ذكرَ له في الصحابة، ولا في الوفود.
و[قال الأصمعي: ] كان أسودَ الوجه، قبيحَ المنظر، وكان لسانُه وباطنُ شفتيه وفمُه أسود.
[قال: والذي يكون لونُه أسود، يكون أحمر اللسان وداخل الفم، والحُطَيئة كان أسودَ الظاهر والباطن.
¬__________
(¬1) في (ب) و (خ) قارم، وهو خطأ.
(¬2) في (ب) و (خ): ألسنا، والمثبت من "طبقات" ابن سعد 8/ 70.
(¬3) الذَّحْل: الحقد والعداوة، يقال: طلبَ بِذَحْلِه، أي: بثأره. ينظر "الصحاح".
(¬4) في (ب) و (خ): تصالحوا، والمثبت من "الطبقات" 8/ 70 وهو الأشبه بسياق الكلام.
(¬5) كذا في "المنتظم" 5/ 307. وفي غالب المصادر: جَرْول بن أوس بن مالك. . . .
(¬6) في (ب) و (خ): أنس، وهو خطأ. وهذه العبارة ليست في (م).

الصفحة 454